الملك زار دوائر حكومية متخفياً وأخذ ملفات دون انتباه أحد!
جلالته يكشف عن التسيب والفوضى في الدوائر الحكومية وإنكار الوزراء لذلك قبل أن يواجهوا بالحقيقة
الحقيقة الدولية – عمان
كشف جلالة الملك عبدالله الثاني في كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان "فرصتنا الأخيرة، السعي نحو السلام في زمن الخطر" انه قام في إحدى الزيارات متخفيا إلى دائرة حكومية ووجد ان الدائرة تعمها الفوضى، ودخل جلالته إلى احد الأقسام واخذ ملفات دون أن ينتبه له احد مما يكشف درجة التسيب والانفلات في تلك الدائرة ، مما اضطره إلى كشف زيارته للوزير المعني الذي واجهه جلالته بالسؤال عن التسيب في إحدى دوائر وزارته، فاصطنع الوزير إجابة وقال لجلالة الملك : سيدي التقارير التي تصلك قد تكون غير صحيحة، فواجهه جلالته بالملفات مما أوقع الوزير في حرج شديد ولم يستطع الكلام .
ويقول جلالته في كتابه : "زرتُ مرةً إحدى الدوائر الضريبية فرأيتُ العجَب، سجلاتُ الناس والمؤسسات التجارية موضوعةٌ في صناديقَ وموزعةٌ على زوايا الغرفة هنا وهناك. إشباعاً لفضولي، ولكي أعرفَ مدى الإهمال لمصالح الناس، اتجهتُ إلى أحد تلك الصناديق على الأرض وأخذت بيدي بضعةَ ملفات واتجهتُ بها نحو الباب. مَنْ يصدّقُ أن أحداً لم يسألْني ماذا أفعلُ وإلى أين كنتُ ذاهباً بتلك الملفات. حتى أنّ أيّاً من الموظفين لم ينتبه إلى ما حدث.
في اليوم التالي اتصلتُ بالوزارة المعنية وسألتُهم لماذا يتعاملون بهذا الاستهتار السافر بشؤون المواطنين التي من المفترض أن تحتوي على معلوماتٍ سرية. قال لي أحد المسؤولين إنني زُوِّدتُ معلوماتٍ غير صحيحة، لكن حين سحبتُ الملفات التي كانت لا تزال بحوزتي شحبَ وجهُه وأُسقِطَ في يده ولم يعد يَفوه بكلمة.
ويضيف جلالته رأيت أن أعلنَ عن تلك الزيارة لسببين على الأقل، الأول أنه كان عليّ أن أعيد الملفات إلى حيث يجب أن تعاد، والثاني أنني أردت أن يفهمَ المعنيون جميعاً أن دفعَ عملية التغيير والإصلاح هو مسألةٌ جدية ولن أسمحَ بالتساهل فيها.
ويتابع جلالته في كتابه: موظفو الدولة عموماً، وإداريو القطاع العام، يَطمئنون أحياناً إلى أوضاعهم ولا يبالون متى شعروا بأنه ما من رقيبٍ ولا حسيب، لقد علّمتني الجندية أنك متى توقعتَ الكثير من مرؤوسيك نلتَ أفضل النتائج.