حين لا ينفع الندم

لا نشعر عادة بأهمية الأشياء إلا عند فقدانها بغير رجعة... و نندم حيث لا ينفع الندم
مهما شاهدنا أمامنا من عبر، لا نعتبر أو نتعظ إلا بعد فوات الأوان..
فقدتهم... رغم إزعاجهم المتكرر لي و ضيقي منهم ... إلا أنني حزنت عليهم حزنا عظيما..
فراغ في صدري.... و ألم دائم لا ينقطع .. يلاحقني في أحلامي .. بل بالأحري كوابيسي .. صرت أكره النوم و لا انام إلا بمهدئات و عقاقير...

في صباح مؤلم... ينزف قلبي و يتمزق لمجرد ذكراه الأليمة..
كنت أنا و أمي و أشقائي الثلاث ... أميـــر ، آســـر، و ليلـــيــان.. ذاهبين لزيارة خالتي في ذلك الصباح المشؤوم...
أنا كنت المسؤولة المباشرة عن أمي و أشقائي بعد وفاة والدي .... حيث كنت أعمل في دوام جزئي بعد الجامعة و تعلمت القيادة فقط لخدمتهم...

إنطلقنا في طريقنا ... و كان صبحا غائما تصعب الرؤية فيه.. طلبت مني أمي تخفيف سرعتي و نصحتني ببعض الحرص..و لكنني كما كنت أفعل دائما زيفت طمأنة قائلة:" يا أمي لا تقلقي... انا تحت حد السرعة و الطريق آمن "
دقائق معدودة ... كانت كفيلة بإظهاري مخطئة ... كانت كفيلة بإثبات استهتاري و إهمالي في أرواح أهلي... اللذين طالما أوصاني والدي عليهم...
دقائق مرت كساعة ... بعد إنقلاب السيارة عدة مرات سريعة ... أخيرا توقفت مركبة الموت تماما... جلما أذكر : صراخ و الـــم .... سيرافقني طوال حياتي ...

استقيظت في المشفي ... و كانت ثانية كفيلة بتذكيري بما فعلت بما افترفت ... و بما أجرمت ... تذكرت كل شي... تذكرت تفاصيل وجه أمي الحنون.. و صراخ اخوتي... أشباحهم تطاردني... و أعظمهم شبح أبي: يلومني ... و يعنفني ... و يذكرني بواصاياه الأخيرة لي.....
و لاكن للأسف .... الندم يمزقني.... حين لا ينفع ندم .....

مشكور على الموضوع عنجد حلو

احمد تعليقاتك مش باماحلها

غير تعليقاتك

موضوع حلو كتيييير محمد

مشكووووووووووووووووووور

مشكورة على المرور